بسم الله الرحمن الرحيم
--------------------------------------------------------------------------------
في البداية أود أن تعطينا نبذة عن شركة زين للاتصالات؟
شركة زين تأسست عام 1983 تحت اسم شركة الاتصالات المتنقلة في الكويت M T C، وكانت أول شركة مساهمة للاتصالات المتنقلة في منطقة الشرق الأوسط يملكها القطاع الخاص. ومنذ أن تولى قيادتها الدكتور سعد البراك عام 2002 بدأت مرحلة من النمو باتفاقية العلامة التجارية مع شركة فودافون العالمية وفي عام 2003 تبنت سياسة التوسع الخارجي وأطلقت ما يسمى بالرؤية 3×3×3 التي تهدف إلى أن تصبح الشركة، مشغلا إقليميا في السنوات الثلاث الأولى، وفي السنوات الثلاث الثانية مشغلا دوليا، وفي السنوات الثلاث الأخيرة مشغلا عالميا. وفي أقل من السنوات الثلاث الأولى توسعت الشركة ووصلت خدماتها إلى ست دول شرق أوسطية عربية، هي : الأردن، لبنان، البحرين، العراق، الكويت، والسودان، ثم انتقلت إلى إفريقيا لتغطي خدماتها 14 دولة من خلال استحواذها على شركة سيلتل صاحبة الخبرة في الأسواق الإفريقية. ونحن اليوم موجودون في 22 دولة وتغطي خدماتنا مساحة من الأرض يسكنها ما يقارب نصف مليار نسمة من البشر، وأصبحنا رابع أكبر شركة اتصال في العالم من حيث الانتشار الجغرافي بعد "فودا فون"، و"تليفونكا الإسبانية"، ثم "هاتشيسون". وخلال هذا النمو السريع زادت حصة الشركة في بعض الدول التي عملنا فيها. ويأتي دخول السوق السعودية خطوة مهمة وأساسية في استراتيجية الشركة لأهمية المملكة الاقتصادية والدينية والإقليمية، وقد خططت الشركة وعملت على دخول السوق السعودية والحصول على الرخصة الثالثة وتشغيلها وفقاً للمعايير الاقتصادية والتجارية السليمة، التي تراعي التوازن بين جني الأرباح العائدة على ذوي العلاقة من حملة الأسهم وبين مصالح العملاء ومنافع المجتمع السعودي الذي نعمل فيه ونستطيع في الوقت نفسه، أن نلتزم بمستويات الخدمة التي نقدمها في معظم الدول التي نعمل فيها.
ما هي عوامل الجذب في السوق السعودية التي دفعت بشركة زين للدخول في مناقصة الرخصة الثالثة للهواتف النقالة في المملكة؟
تعد السعودية إحدى أكثر أسواق الاتصالات المتنقلة نمواً في العالم، وهي تقدم فرصاً كبيرة للتوسع المطرد. كما أن المملكة من أكبر الدول في الشرق الأوسط وأكبرها في منطقة الخليج، حيث يزيد تعداد سكانها عن 25 مليون نسمة، إضافة إلى تسعة ملايين زائر سنوياً (حجاج ومعتمرون وزوار). وتتمتع باقتصاد مزدهر يزيد نمو الناتج المحلي الإجمالي فيه عن 3 في المائة سنوياً. وفي السنوات الأخيرة شهدت السعودية نمواً غير مسبوق في انتشار الاتصالات المتنقلة، إلا أن نسبة انتشار الهواتف المتنقلة والتي تبلغ 82 في المائة في المملكة، تعتبر منخفضة نسبياً مقارنة بمعدل انتشارها البالغ 126 في المائة في الإمارات و118 في المائة في البحرين. ومن جهة أخرى، يعتبر متوسط العائد من المستخدم الواحد، وهو 33 دولارا أمريكيا، في هذه السوق رقما مرتفعا نسبياً مقارنة بالأسواق العربية والخليجية الأخرى. وتعتبر السعودية دولة شابة حيث تقل أعمار نحو نصف سكانها عن 20 عاماً، وتبلغ نسبة النمو السكاني فيها أكثر من 3 في المائة سنوياً. وتاريخياً يتبنى الشباب الخدمات المعلوماتية -الترفيهية الجديدة ذات القيمة المضافة مبكراً، خاصة في السعودية.
ويمثل الحجاج قطاعاً فريداً من الزبائن، وقد أجرى هؤلاء في العام الماضي أكثر من 400 مليون مكالمة وقاموا بإرسال مليار رسالة نصية أثناء فترة الحج. ونتوقع أن تؤدي هذه العوامل إلى استمرار بقاء المملكة العربية السعودية كإحدى أسرع أسواق الاتصالات المتنقلة نمواً في العالم. ومن المقدر أن تصل نسبة انتشار الهواتف المتنقلة في المملكة إلى 100 في المائة بحلول عام 2010.
إضافة إلى ذلك، فإن السعودية تعتبر سوقا مثالية تماماً من الناحية الجغرافية لأسواق "زين" الواحدة والعشرين الأخرى، ويعني ذلك أن عملياتنا أصبحت الآن متصلة من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي.
ما معدل نمو انتشار الهاتف المتنقل السنوي في السعودية؟
في عام 2005 كانت نسبة اختراق الهاتف المتنقل في السعودية تقريباً 40 في المائة، والآن أصبحت 80 في المائة، فإذا لا حظنا الفرق بين 40 في المائة و80 في المائة، خلال سنتين، فإننا نتحدث عن نسبة نمو عالية، والمتوقع من الآن إلى 2012، أن تصل نسبة نمو الانتشار في المملكة إلى 137 في المائة. وبنهاية عام 2006 كان هناك نحو 19.6 مليون هاتف متنقل وخلال الفترة من 2007 إلى 2012 يتوقع أن يصل هذا الرقم إلى ما يقارب 28 مليون هاتف متنقل.
ما السجل الذي تملكه شركة زين السعودية في تحقيق الأهداف التجارية؟
تملك شركة زين السعودية إمكانات واسعة لبناء شركة قوية وناجحة لتشغيل الهواتف المتنقلة في سوق السعودية. إذ تستثمر خبرات وإمكانيات مجموعة زين التي تقوم، حالياً، بتشغيل شركات الاتصالات المتنقلة في 22 دولة، وتزيد إيراداتها على أربعة مليارات دولار ويعمل لديها أكثر من 13500 موظف وتنتج ربحاً صافياً يزيد على مليار دولار. وتملك مجموعة زين سجلاً يمتد لأكثر من 20 عاماً في نشر وإدارة الشبكات في مختلف ظروف السوق، من الشبكات المتقدمة الأكثر تطوراً في الكويت والبحرين، إلى أكثر بيئات الأسواق تحدياً مثل العراق والسودان. وتملك المجموعة تاريخاً من الأداء المالي القوي والإداري الناجح والفني المتطور، ما يمكنها من تحقيق أهدافها وجلب المنافع لشركائها. وقد نمت العوائد المجمعة للمجموعة بنسبة 109 في المائة وازداد الربح الصافي بنسبة 65 في المائة في عام 2006 مقارنة بالعام السابق له. وستستفيد شركة زين السعودية من التعاون في التشغيل مع مجموعة شركات زين، إضافة إلى الدعم المالي والميزانية العمومية القوية لشركة الاتصالات المتنقلة، الشركة الأم لمجموعة زين. ويزيد الرأسمال السوقي لشركة الاتصالات المتنقلة، وهي شركة مساهمة كويتية، على 29 مليار دولار أمريكي كما هو في تاريخ 1 تموز (يوليو) 2007.
وتملك شركة زين السعودية فريقاً إدارياً يتمتع بالقوة والخبرة، ويسير وفق استراتيجية عمل مفصلة لإطلاق العلامة التجارية "زين" في السعودية، ويحظى بدعم عدد من المساهمين المحليين البارزين المؤسسين للشركة.
متى ستبدأ شركة زين السعودية تقديم خدماتها في المملكة؟
سنبدأ أعمالنا في النصف الأول من عام 2008 إن شاء الله. وسنعمل في السعودية تحت اسم "زين"، الهوية التجارية الموحدة التي سيتم تعميمها على شركات التشغيل الـ 22 في الشرق الأوسط وإفريقيا.
ما المنتجات والخدمات التي ستقدمونها؟
لم يحن الوقت المناسب للكشف، بشكل محدد ومفصل، عن منتجاتنا وخدماتنا المقترحة الخاصة بنقل الصوت والبيانات، لكن من المتوقع أن تركز شركة زين السعودية على تقديم منتجات مبتكرة وشاملة وخدمات عالية الجودة. وقد كانت مجموعة زين سباقة دائماً إلى تقديم المنتجات والخدمات لعملائها - فقد كنا من أوائل مشغلي الهواتف المتنقلة في المنطقة وأول مَن أطلق خدمات الرسائل متعددة الوسائط وأول من قدم خدمات البيانات عبر الهواتف المتنقلة وحلول المعلوماتية الترفيهية والبث المباشر للتلفزيون عبر الهواتف المتنقلة وإقامة الشراكات المصرفية، وأول من أقام شبكة الجيل الثالث بالتزامن مع شبكة EDGE في جميع أنحاء العالم، وأول من أطلق خدمات الجيل الثالث في الشرق الأوسط العربي، إن "زين" علامة تجارية عالمية المستوى تقدم خدمات مبتكرة عالمية المستوى تثري حياة عملائنا.
ما قطاعات العملاء التي تستهدفونها؟
تملك "زين" سجلاً من النجاح في تحقيق الانتشار في أسواق الاتصالات المتنقلة، سواء في الأسواق الجديدة أو عند الدخول كمشغل ثان أو ثالث، وقد أجرت المجموعة دراسة لقطاعات السوق وحددت القطاعات الرئيسية ومتطلباتها المختلفة. وباستخدام الأبحاث السوقية التي أجرتها جهات أخرى، استطعنا تحديد قطاعات رئيسية للسوق وقمنا بتشكيل استراتيجيات تسويقية للفوز بهذه القطاعات الرئيسية المستهدفة. وقد تم تصميم منتجات وعروض الهواتف المتنقلة خصيصاً لتلائم مجموعة شاملة من الاحتياجات الحالية والمستقبلية لكل من القطاعات المستهدفة في السوق.
ما أهمية التوسع الدولي لاستراتيجية المشغلين في الشرق الأوسط.. سواء في المنطقة أو خارجها؟
المشغلون في المنطقة لديهم أسواق مشبعة مع منافسة شرسة، والتطلع المتزايد من مالكي الأسهم لمزيد من النمو والأرباح أظهر الحاجة إلى إيجاد أسواق خارج أسواقهم الأم. وفرص السوق الكبيرة للمشغلين في أي منطقة مرتبطة بالنمو العالي للسكان في أسواق اختراقها محدود ونموها سريع، وهذا ما تحققه الأسواق ذات الاقتصاديات الصاعدة مثل أسواق إفريقيا وشرق آسيا.
ما رأيكم في المنافسة الموجودة في سوق الاتصالات النقالة؟
مع النمو المرتفع للناتج المحلي الإجمالي، كان دخول المشغل الثاني للاتصالات المتنقلة في عام 2005 إلى السوق السعودية عاملاً في زيادة حدة المنافسة، التي أدت بدورها إلى الزيادة المطردة في مستوى انتشار الهواتف المتنقلة خلال السنتين ونصف الأخيرتين من قبل المشغلين السابقين. ومع دخول "زين" كمشغل ثالث للاتصالات المتنقلة في المملكة، فمن المتوقع أن يشتد التنافس في هذا القطاع. وللسيطرة على حصة من السوق، يتوقع أن تركز شركة زين السعودية على تقديم منتجات مبتكرة وخدمات شاملة عالية الجودة.
ما أسباب تحول العلامة التجارية من mtc إلى "زين"؟
أي شركة لديها خطة للتوسع، بالاستحواذ أو الانتشار، والعمل في أسواق متعددة فإن إعادة صياغة العلامة التجارية أمر حتمي، لأن هذا التوسع، سينتهي في النهاية إلى عدة علامات تجارية. وتوحيد العلامة التجارية يقوي هوية الشركة ويحافظ على مستوى جودة الخدمات التي تقدمها في كل الأسواق التي تعمل بها.
وتاريخيا وتجاريا كانت إم تي سي تعمل تحت أسماء متعددة: فاست لينك في الأردن، سيلتل في إفريقيا، mtc أثير في العراق، mtc tuoch في لبنان، mtc فودا فون في البحرين، كل هذه الأسماء المتعددة تقدم الخدمة نفسها. وهذا التعدد في الأسماء التجارية مع تماثل الخدمات المقدمة كان لمرحلة معينة وهو لا يخدم أغراض الشركة ولا يفيد العملاء في حين أن وحدة الشعار والهوية تساعد عملاء الشركة على الوصول، بسهولة، إلى الخدمات التي نقدمها في كل الأسواق التي نعمل فيها والاستفادة من النظام الموحد للمجموعة. ونعود لنقول إن توسع mtc (زين حاليا) ووصولها إلى العالمية استوجب أن تكون لها علامة تجارية دولية موحدة يستطيع عملاؤها في جميع الدول التي تعمل فيها أن يتطلعوا ويتوقعوا منها نفس مستوى الخدمة والجودة، وهذا ما يحققه توحيد الهوية والعلامة التجارية.
لديكم تجربة جيدة في تطبيق شريحة واحدة تعمل في ست دول إفريقية . أود أن أعرف كيف نجحتم في هذه التجربة؟ والشق الآخر من السؤال: هل بالإمكان تطبيق هذه التجربة في السعودية خاصة أنها تحاط بست دول مجاورة تتوافر خدماتكم فيها؟
في الحقيقة تجربتنا في دول شرق إفريقيا كانت أول تجربة تقوم بها شركة اتصالات في العالم، وهي فريدة من نوعها، وقوبلت بالاستحسان من الجميع حتى في أوروبا، لأن هناك ضغوطا عالمية، لتخفيض تكلفة التجوال الدولي. وقد قامت شركة إيطالية، قبل أشهر محدودة، بتجربة في هذا الاتجاه بحيث يتمكن عملاؤها من استقبال المكالمات دون رسوم إضافية عندما يزورون دولة أخرى تعمل فيها. وهذه تمثل محاولات أقل طموحاً من تجربتنا والشيء الثاني، أن إفريقيا تمتاز بالتنقلات الكبيرة بين الحدود لسكانها، حيث يتنقلون بكثافة كبيرة. طبعاً بالنسبة للتنقل بين الحدود تأتي أوروبا في المرتبة الأولى، لأن دول أوروبا صغيرة ومتقاربة، فبعض الناس يقوم صباحاً في دولة ويعمل في دولة مجاورة ومن ثم يعود لبلده، كما هو مشاهد في تنقلات بعض سكان سويسرا وفرنسا. وبعد أوروبا تأتي آسيا من حيث كثافة التنقلات على الحدود ثم إفريقيا، ومن ثم تأتي منطقة الشرق الأوسط، وهي الأقل اتصالا عبر الحدود حتى من إفريقيا. وعندما اكتشفنا أن ذلك من مصلحة عملائنا، أنشأنا ما يسمى الشبكة الواحدة One Net، بحيث إن العميل ينتقل من دولة إلى أخرى وكأنه يستخدم الشبكة المحلية في بلده الأم. ونعمل الآن بجد على هذا المفهوم من أجل تطبيقه، ولكن هناك أمورا إجرائية لا بد أن تتم مع هيئة الاتصالات، وأمورا تشغيلية، لكننا نركز الآن على إطلاق الخدمة الرئيسية في السعودية، ويظل الموضوع الشبكة الموحدة قيد الدراسة ضمن خطط المستقبل.
هل هو قابل للتنفيذ بسهولة وهل يؤدي تطبيقها إلى خسائر مالية للشركة؟
قابل للتنفيذ إذا ذللت العقبات الأخرى وخصوصاً الإجرائية، أما الفنية فهي بسيطة. وأنا أقول هذا الكلام من باب التمحيص لأنه إلى الآن لا وجود لأي عائق لهذا المشروع، وهو تحت الدراسة بعد أولوية إطلاق الخدمة في السعودية. أما فيما يتعلق بموضوع الربح والخسارة فإنه إذا كانت هناك خسارة في جهة فإنها تعوض في جهة أخرى، فأنت تكسب عملاء أكثر وتحافظ عليهم، وفي النهاية الكفة متوازنة، والهدف تسويقي وخدمي في نفس الوقت. الحافز والدافع وراء هذه المبادرات هو وجود العميل فالواقع يقول: إن لم تهتم بعميلك سيتركك ويذهب لغيرك.
تنتشر زين في 22 دولة، إلى أين يذهب طموحكم أكثر من ذلك؟
نحن مستمرون في تطبيق الاستراتيجية التي رسمها الدكتور سعد البراك وهي 3×3×3 وماضون قدماً في ذلك، وسننتقل لأن نصبح شركة عالمية.
بعد السعودية ما أبرز الأسواق التي تخطط للدخول لها شركة اتصالات زين؟
تركيزنا على الأسواق الصاعدة، أو ما يسمى الاقتصاديات الناشئة.
معلوم أن لدى زين مخزونا كبيرا من الخبرة أين مكامن سرعة الانتشار لها؟
بالتأكيد نحن معتمدون، بعد الله سبحانه وتعالى، على ثقة العملاء في سمعة زين والتي تدعمها تجاربها في الدول التي عملت فيها، والدليل على ذلك نمو أرباح الشركة وعائداتها وعدد مشتركيها وقيمتها في السوق، كل هذا يأتي من إقبال العميل على هذه الشركة، في الاقتصاديات الحرة التي من حق العميل أن يختار الشركة التي يرغب في أن يتعامل معها. وأشير هنا إلى أننا نتعامل مع أكثر من 50 منافساً في الدول التي نعمل فيها، وعملاؤنا لهم الحق في اختيار غيرنا، وعندما اختارونا انعكس ذلك على أرقامنا وبالتالي هذا من أكبر المؤشرات التي تظهر خبرة زين في هذا المجال.
كم تبلغ القيمة السوقية اليوم لشركة زين؟
القيمة السوقية على حسب سعر السهم، ولكنها تقدر في حدود 30 مليار دولار.
شركة زين موجودة في 22 دولة، كشركة تملكها زين 100 في المائة أم ضمن تحالفات مع شركات أخرى؟
ملكيتنا في الدول التي نعمل فيها تسمح لنا بالتحكم الكامل في ضمان جودة خدماتنا. ونسبتنا في "زين السعودية" هي 25 في المائة مع حق الإدارة، وهذا منطقي وواقعي، لأن "زين" هي الشركة الوحيدة من بين الشركاء المالكين لزين السعودية التي لديها خبرة لإدارة هذه الشركة.
هل هناك خطة للتحول للعالمية دون التحالف مع شركات أخرى؟
في عالم الاقتصاد والتجارة لا يمكن أن تستثني أي عامل من العوامل وبالتالي من الصعوبة التكهن بشيء محدد، فهناك تحالفات حصلت لم يكن أحد يتصور أن تحدث في عالم التجارة، وهناك تحالفات أخرى توقع حصولها ولم تحصل، ولكن في هذا العالم وقطاع الاتصالات خصوصاً إما أن تنمو وإما أن يتم الاستحواذ عليك.
أعني بسؤالي هل هناك تحالفات مع بعض شركات الاتصالات؟
التحالفات إذا أدت في النهاية إلى إضافة قيمة جديدة لهذه الشركات طبعاً هنالك مردود إيجابي لها، وإن كانت غير مجدية فالتاريخ التجاري مليء بالتحالفات التي لم تنجح، مثل ما هو مليء بالتحالفات الناجحة.
هل تخطط الشركة للاستحواذ على بعض شركات الاتصالات في مناطق محددة؟
لست مخولا للتحدث في هذا الجانب، فهناك مسؤولون، على مستوى قيادة المجموعة، معنيون بالإجابة عن مثل هذا السؤال.
بين التطبيقات والصوت أين تكمن قوة العائدات المادية؟
الصوت دائماً يعتبر الأساس في عالم الاتصالات، وخدماته لا تقل بأي حال عن 80 في المائة وقد تصل إلى 95 في المائة عالمياً، وبالنسبة لأسواقنا توقعي الشخصي أنه من 85 و95 في المائة.
كم سنة تتوقع أن تستمر سيطرة الصوت؟
سيطرة الصوت بالنسبة للواردات هي في انخفاض لسببين الأول هو المنافسة، فعندما تزداد تقل الأسعار، وبالتالي تصبح مساهمة الصوت في الإيرادات الكلية أقل، والسبب الثاني هو توجه كثير من المستخدمين إلى التطبيقات المعلوماتية التي تمكنهم من الحصول على المعلومة دون استخدام الصوت مثل الحصول على أسعار الأسهم أو النغمات، أو الأخبار، إلى آخره، وكلما زادت حصة هذه التطبيقات لدى الناس زادت مساهمتها في إيرادات الشركات، ولكن تحدث مفارقات غريبة أحيانا، ففي دولة مثل الفلبين نسبة التطبيقات الأخرى تصل إلى 45 في المائة، لأن هناك اقتصاديات تستخدم الرسائل القصيرة بديلاً للمكالمات تفاديا لارتفاع تكلفتها، وليس السبب وجود تطبيقات متقدمة، بينما في اليابان نسبة عائدات التطبيقات الأخرى أيضاً عالية نحو 45 في المائة، ولكن ليس للسبب نفسه الذي في الفلبين بل السبب، في اليابان، هو أن هنالك تطبيقات ضخمة ومواقع عديدة توفر كل ما يخطر على البال من الألعاب إلى معلومات عن الطقس أو القطارات وغيرها، فالموضوع أكبر من كونه تطبيقا فنيا، فالأمر يتعلق بأسلوب حياة وإمكانيات سكان بعض الدول.
ما حصة التطبيقات الأخرى من الموارد في دراستكم؟
هذا ليس له علاقة بالشركة ولكن بالسوق نفسه، والشركة تستطيع أن تسرع من هذا الأمر عن طريق حث المستخدمين على استخدام التطبيقات الأخرى. ونعتبر تجاربنا في الأردن من أنجح التجارب في مجال زيادة مساهمة التطبيقات الأخرى في موارد الشركات إذ إنها أعلى نسبة في منطقة الشرق الأوسط.
ألا تخشون أن يؤثر عليكم أن تفتح "جوجل" اتصالات مجانية؟
هناك ما يسمى مزعجات التكنولوجيا مثل تقنية "سكايب" واستخدامها مع التقنيات اللاسلكية للاتصالات، ويأتي ذلك على شكل مكالمة أو عن طريق كمبيوتر إلى كمبيوتر آخر. ونشر أخيرا أن جزءا من استثمار سكايب سيشطب لعدم جدواه اقتصاديا فلا يوجد، إلى الآن، منافس قوي لتطبيقات الصوت للاتصالات المتنقلة لسببين: الأول أن الهاتف الثابت مرتبط بمكتبك أو بمنزلك، بينما الارتباط الوثيق بك شخصياً يوفره الهاتف المتنقل. ومن الأسباب، أيضا، أن ً عدد المستخدمين للهواتف المتنقلة في زيادة مطردة حتى فاق العدد ثلاثة مليارات، كل هذه الأمور تجعل المنافسة التي تمثلها تقنية صاعدة غير مؤثرة. وحتى تصل هذه التقنيات الجديدة إلى مرحلة الانتشار الكامل تحتاج إلى وقت واستثمارات ومخاطر تمر بها، ولم يكن هناك إنجاز في هذا المجال. فعلى سبيل المثال، وصل عدد المشتركين في "سكايب" إلى 200 مليون مشترك في العالم، العام الماضي وبلغت إيراداتها 168 مليون دولار، وهذا الرقم لا يرقى إلى إيرادات شركة اتصالات تعمل في دولة صغيرة عدد سكانها مليون نسمة، صحيح أن هناك تقنيات وتطبيقات ولها أثر ولكن ليس ذلك الأثر الذي يحسب له حساب.
أعود لسوق الاتصالات في السعودية، هل فرص النمو متوقفة على الهاتف المتنقل فقط، أم أن هناك خدمات أخرى؟
هنالك فرص أخرى، مثل اتصالات عريضة النطاق، للإنترنت فهذه لا تزال السعودية من أقل الدول اختراقاً فيها، حتى مقارنة بدول المنطقة، فمنذ عام لم تتجاوز 1 في المائة في المائة نسبة اختراق هذه الخدمات. والآن بدأت تنتشر في الهاتف الثابت أو الهاتف المتنقل ولكن هذه التطبيقات لا تزال محدودة.
كم تحتاج السعودية من هذه الخدمات؟
لقد غيرت الاتصالات عريضة النطاق مفهوم العمل وإجراءاته بحيث أصبح مكتبك الحقيقي هو كمبيوترك المتنقل الذي من خلاله تستطيع أن تدير عملك بصورة دقيقة وفاعلة وتتفاعل مع شركائك التجاريين من أي مكان وفي أي زمان. وهناك أنواع أخرى من الخدمات والاحتياجات التي منها الترفيه والبحوث. والحديث عن نسبة محددة عن احتياجات السوق أو نسبة اختراقها يحتاج إلى استقصاء دقيق، ولا تحضرني الآن نسبة محددة وإن كانت النسب في كثير من الدول المتقدمة معروفة ومنشورة.
يقول البعض إن الهاتف الثابت إلى زوال.. فما رأيكم؟
الهاتف الثابت لم يمت، ولكن النموذج التجاري للهاتف الثابت هو الذي يعاني ويحتاج إلى تطوير وإعادة نظر حتى يواكب التطورات المتلاحقة في عالم الاتصالات. الهاتف الثابت لم يعد الوسيلة الأساسية التي تستخدم لإيصال الصوت، الصوت يصل الآن عن طريق الهاتف المتنقل. فعلى سبيل المثال كم مرة استخدمت الهاتف الثابت وأنت في بيتك، أو في مكتبك؟ أنا متأكد أن الجواب سلبا في معظم الأحوال، لأن من يعرف رقم هاتفك المتنقل يتصل بك. البحوث تقول، مبدئياً، إن 85 في المائة من الاتصالات الصوتية داخل المنشآت، سواء البيت أو المكتب أو السوق، تأتي عن طريق الهاتف المتنقل، وهذا يعني أن النموذج التجاري لاستخدام الهاتف الثابت لإيصال الصوت هو نموذج مآله إلى الزوال، وبالتالي أصبح الهاتف الثابت يستخدم لإيصال خدمات النطاق العريض للاتصالات،وتطبيقات للإنترنت وغيرها، مثل خدمات DSL، لكن الميزة التي يتميز بها الهاتف المتنقل هو أنك تأخذه معك أينما كنت .
ماذا عن تقنية Wi Max؟
بالنسبة لتقنية الواي ماكس فهي تقنية تدخل الخدمة على عدة مراحل، الأولى تسمح لك باستخدامها في مكان واحد ولا تتحرك، إلا حركة بسيطة داخل المكتب وهذه المرحلة منافس قوي للهاتف الثابت، والمرحلة الثانية والتي لم تنتشر إلى الآن تسمح لك باستخدامه وأنت في السيارة مثل الهاتف المتنقل وهي رهن الترخيص الفني.
هل الممكن أن نستغني عن الأسلاك مستقبلاً؟
نعم من الممكن الاستغناء عنها الآن بالهاتف المتنقل، نحن كنا السباقين في تقديم هذه الخدمات منذ عام 2003م عن طريق الاتصال السريع بالإنترنت بالهاتف المتنقل في البحرين من خلال تطبيقات الجيل الثالث وتقنية EDGE.
كيف ترون تجربتكم في الجيل الثالث؟
التجربة ناجحة ولله الحمد، ويجب أن نعرف أن هناك تجارب في الجيل الثالث في العالم كله لم تلق النجاح الكبير، مثل الاتصال المرئي، لأن الصوت كان يفي باحتياجات كثير من الناس في ذلك الوقت، ورغم أن نجاح الجيل الثالث لم يأت سريعا في المراحل الأولى لإطلاق الخدمة في العالم بسبب عدم توافر الأجهرة أو لارتفاع قيمتها عند الكثيرين، إلا أنه مع توافر هذه الأجهزة ونزول أسعارها إلى متناول الكثيرين فإنه يشهد تحسنا في الإقبال عليه خاصة في مجال اتصالات البيانات. وانتشاره خاضع لحجم الطلب لأنه يستطيع تقديم تقنية فائقة الجودة إذا وجد المشغل سوقا تسمح له بالنمو. ولا بد أن نستحضر أن الاتصالات تجارة مبنية على العدد أي أنها تجارة جماهيرية يساعد حجم الطلب على نموها وتطورها سلبا وإيجابا.
أين تمكن قوة السوق السعودية؟
قوة السوق السعودية تأتي من دعوة إبراهيم عليه السلام: (رب إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات..). (الآية)، وفي هذا البلد خير كثير، ولكن من الناحية الاقتصادية، فالسعودية تعتبر أكبر اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط، وترتيبها على مستوى العالم رقم 21، وجاذبيتها للاستثمار كبيرة فهي تأتي قبل فرنسا في هذا المجال التي ترتيبها 30، بينما السعودية ترتيبها 23 وأفضل من الإمارات حسب آخر تقرير من البنك الدولي، بلد ناتجه القومي فوق 380 مليار دولار، وسكانه غالبيتهم من صغار السن حيث إن أكثر من 50 في المائة أقل من 20 سنة، وهناك مشاريع عملاقة تقام في السعودية من المدن الاقتصادية وربط أجزاء الوطن بالقطارات وتحسين النقل البري والجوي، والمشاريع التعليمية والصحية، ورافق ذلك انفتاح اقتصادي مع انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية وسياسة جلب الاستثمارات الأجنبية التي جاءت محصلة لتحسن البيئة الاستثمارية كما يعكسها الترتيب الأخير في تقرير البنك الدولي. كل ذلك يجعل هذا الاقتصاد من أكثرها جاذبية للاستثمار. إذا السوق السعودية سوق جيدة، ومع خبرة "زين" في تقديم خدمات الاتصالات العالمية، نتوقع أن تكون محصلة ذلك مثمرة لجميع الأطراف.
كم تتوقع أن تصل نسبتكم في السنوات الخمس المقبلة في السوق السعودية؟
بالطبع لن يكون في مقدوري أن أفصح عن خطط وتوقعات الشركة فيما يتعلق بنسبة السوق، ولكن معطيات النمو بالنسبة لعدد السكان ونسبة الاختراق المنخفضة تشير إلى توافر السعة المطلوبة لنجاح مقدم خدمات هاتف ثالث. بالطبع لن يكون حجم السوق بعد خمس سنوات هو نفسه الموجود اليوم، فكما أشرت ستنمو السوق نسبة 137 في المائة في السنوات الخمس المقبلة ومن سيحصل على الحصة الكبرى من هذا النمو ومن يتمكن من استقطاب عملاء من الشركات الأخرى العاملة، هو من سيحصل على أكبر حصة في السوق.
مَن يختار نطاق الأرقام؟
هذا شيء خاص بهيئة الاتصالات. وسيتم الإعلان عن نطاق الأرقام الخاص بشركة زين السعودية فور الحصول على الموافقة النهائية من الهيئة. وأود، بهذه المناسبة، الإشادة بهيئة الاتصالات السعودية لما تقوم به من عمل حرفي ومهني عال، فنحن نعمل مع 22 دولة وتجربتنا مع هيئة الاتصالات السعودية تضعها في مصاف أكثر هيئات الاتصالات حرفية وتناغماً مع احتياجات الصناعة ومتطلبات السوق.
هل تتوقع أو تخشى أن تكون هناك حرب أسعار بين الشركات الثلاث؟
نحن لن ندخل في حرب أسعار، وليست من سياستنا في كل الدول التي نعمل فيها أن ندخل في حرب أسعار، تركيزنا على القيمة التي يحصل عليها العميل مقابل ما يدفعه، يجب أن يحصل على أكبر قيمة في جودة الخدمة، وتنوع الخدمات وملائمة احتياجاته، وسر نجاحاتنا هو تلمس الاحتياجات بشكل دقيق للمستهلك.
ما أبعاد المسؤولية الاجتماعية في خطط الشركة؟
المسؤولية الاجتماعية جزء أساسي من الهيكل التنظيمي لشركة زين، ولدينا فريق كامل في المجموعة يقودهم شخص متمكن رئيسه المباشر هو نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي الدكتور سعد البراك. وقد كان أول قسم ينشأ في السعودية قسم المسؤولية الاجتماعية ويقوده زميل متمكن ذو خبرة في هذا المجال. ونحن أثناء تقديم العروض، ألزمنا أنفسنا بمشاريع اجتماعية بالنسبة للبلد قبل أن نفوز بالرخصة وهذا من الأشياء التي تميزنا عن الآخرين. وأبرمت الشركة اتفاقيات مع مؤسسات وجامعات ومراكز تدريب مهني وفني، ومؤسسات تقدم خدمات للمجتمع الهدف منها هو التعليم والعمل والمساهمة في القضاء على البطالة، ودعم النشاطات الخاصة بالشباب. ومما تفخر به "زين" إنشائها مركزا للتعليم عن بعد في البحرين أكبر المراكز في الشرق الأوسط بأكمله، فيه استوديوهات وتجهيزات وورش ساعدت في إنتاج وتأليف مواد علمية تنقل التعلم إلى خارج نطاق الجامعة بحيث يستفيد من هذا المركز الكثير من الطلاب عبر الإنترنت.
بالمناسبة كم ستكون نسبة توطين السعوديين في الوظائف؟
في البداية نحتاج إلى ما يقارب ألف موظف سعودي، وقد ألزمنا أنفسنا بسعودة بنحو 70 في المائة من إجمالي الوظائف عند بداية التشغيل قبل أن يلزمنا النظام أصلاً، وعلى مدى خمس سنوات سترتفع نسبة السعوديين لدينا إلى 95 في المائة، وهذا الالتزام ليس فقط في السعودية وإنما في كل الدول التي نعمل فيها. ففي البحرين، مثلاً، كان عدد البحرينيين 85 في المائة في بداية التشغيل.
أين تكمن نقاط الانتشار بالنسبة لكم في السعودية؟
الدراسات تشير إلى وجود 35 ألف منفذ بيع في السوق السعودية والعميل يستطيع أن يشتري خدمات الاتصالات، بشكل أو بآخر، من معظم هذه المنافذ.
ما مستقبل التلفاز على الهاتف المتحرك في المنطقة؟
في الوقت الحالي، عدد من المشغلين الإقليميين أطلقوا أو على وشك إطلاق خدمات التلفاز على الهاتف المتحرك من خلال خدمات الجيل الثالث المتاحة، واستخدام التلفاز على الهاتف المتحرك كان بشكل ضئيل في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بسب محدودية التطبيقات ولصغر حجم شاشات الهاتف المتحرك. ونجاح التلفاز على الهاتف المتحرك يعتمد أساسا على ثلاثة عوامل:
- محتويات جاذبة.
- التقنية المستخدمة لعرض المحتوى.
- التحويل إلى التلفاز من خلال أجهزة الهاتف المتحركة.
وكخيار آخر لما هو مستعمل حاليا هو، بث التلفاز على تقنية DVB-H بحيث يستطيع العميل أن يحصل على تجربة ذات جودة عالية. وقد ثبت أنها ناجحة في بعض الدول (إيطاليا) مع استخدام أجهزة هاتف قابلة لاستقبال البث، ولكن ذلك يتطلب استثمارات إضافية لتطوير بنية تحتية لتقنية بث جديد أو التحالف مع مشغلي الإعلام المرئي.
--------------------------------------------------------------------------------
في البداية أود أن تعطينا نبذة عن شركة زين للاتصالات؟
شركة زين تأسست عام 1983 تحت اسم شركة الاتصالات المتنقلة في الكويت M T C، وكانت أول شركة مساهمة للاتصالات المتنقلة في منطقة الشرق الأوسط يملكها القطاع الخاص. ومنذ أن تولى قيادتها الدكتور سعد البراك عام 2002 بدأت مرحلة من النمو باتفاقية العلامة التجارية مع شركة فودافون العالمية وفي عام 2003 تبنت سياسة التوسع الخارجي وأطلقت ما يسمى بالرؤية 3×3×3 التي تهدف إلى أن تصبح الشركة، مشغلا إقليميا في السنوات الثلاث الأولى، وفي السنوات الثلاث الثانية مشغلا دوليا، وفي السنوات الثلاث الأخيرة مشغلا عالميا. وفي أقل من السنوات الثلاث الأولى توسعت الشركة ووصلت خدماتها إلى ست دول شرق أوسطية عربية، هي : الأردن، لبنان، البحرين، العراق، الكويت، والسودان، ثم انتقلت إلى إفريقيا لتغطي خدماتها 14 دولة من خلال استحواذها على شركة سيلتل صاحبة الخبرة في الأسواق الإفريقية. ونحن اليوم موجودون في 22 دولة وتغطي خدماتنا مساحة من الأرض يسكنها ما يقارب نصف مليار نسمة من البشر، وأصبحنا رابع أكبر شركة اتصال في العالم من حيث الانتشار الجغرافي بعد "فودا فون"، و"تليفونكا الإسبانية"، ثم "هاتشيسون". وخلال هذا النمو السريع زادت حصة الشركة في بعض الدول التي عملنا فيها. ويأتي دخول السوق السعودية خطوة مهمة وأساسية في استراتيجية الشركة لأهمية المملكة الاقتصادية والدينية والإقليمية، وقد خططت الشركة وعملت على دخول السوق السعودية والحصول على الرخصة الثالثة وتشغيلها وفقاً للمعايير الاقتصادية والتجارية السليمة، التي تراعي التوازن بين جني الأرباح العائدة على ذوي العلاقة من حملة الأسهم وبين مصالح العملاء ومنافع المجتمع السعودي الذي نعمل فيه ونستطيع في الوقت نفسه، أن نلتزم بمستويات الخدمة التي نقدمها في معظم الدول التي نعمل فيها.
ما هي عوامل الجذب في السوق السعودية التي دفعت بشركة زين للدخول في مناقصة الرخصة الثالثة للهواتف النقالة في المملكة؟
تعد السعودية إحدى أكثر أسواق الاتصالات المتنقلة نمواً في العالم، وهي تقدم فرصاً كبيرة للتوسع المطرد. كما أن المملكة من أكبر الدول في الشرق الأوسط وأكبرها في منطقة الخليج، حيث يزيد تعداد سكانها عن 25 مليون نسمة، إضافة إلى تسعة ملايين زائر سنوياً (حجاج ومعتمرون وزوار). وتتمتع باقتصاد مزدهر يزيد نمو الناتج المحلي الإجمالي فيه عن 3 في المائة سنوياً. وفي السنوات الأخيرة شهدت السعودية نمواً غير مسبوق في انتشار الاتصالات المتنقلة، إلا أن نسبة انتشار الهواتف المتنقلة والتي تبلغ 82 في المائة في المملكة، تعتبر منخفضة نسبياً مقارنة بمعدل انتشارها البالغ 126 في المائة في الإمارات و118 في المائة في البحرين. ومن جهة أخرى، يعتبر متوسط العائد من المستخدم الواحد، وهو 33 دولارا أمريكيا، في هذه السوق رقما مرتفعا نسبياً مقارنة بالأسواق العربية والخليجية الأخرى. وتعتبر السعودية دولة شابة حيث تقل أعمار نحو نصف سكانها عن 20 عاماً، وتبلغ نسبة النمو السكاني فيها أكثر من 3 في المائة سنوياً. وتاريخياً يتبنى الشباب الخدمات المعلوماتية -الترفيهية الجديدة ذات القيمة المضافة مبكراً، خاصة في السعودية.
ويمثل الحجاج قطاعاً فريداً من الزبائن، وقد أجرى هؤلاء في العام الماضي أكثر من 400 مليون مكالمة وقاموا بإرسال مليار رسالة نصية أثناء فترة الحج. ونتوقع أن تؤدي هذه العوامل إلى استمرار بقاء المملكة العربية السعودية كإحدى أسرع أسواق الاتصالات المتنقلة نمواً في العالم. ومن المقدر أن تصل نسبة انتشار الهواتف المتنقلة في المملكة إلى 100 في المائة بحلول عام 2010.
إضافة إلى ذلك، فإن السعودية تعتبر سوقا مثالية تماماً من الناحية الجغرافية لأسواق "زين" الواحدة والعشرين الأخرى، ويعني ذلك أن عملياتنا أصبحت الآن متصلة من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي.
ما معدل نمو انتشار الهاتف المتنقل السنوي في السعودية؟
في عام 2005 كانت نسبة اختراق الهاتف المتنقل في السعودية تقريباً 40 في المائة، والآن أصبحت 80 في المائة، فإذا لا حظنا الفرق بين 40 في المائة و80 في المائة، خلال سنتين، فإننا نتحدث عن نسبة نمو عالية، والمتوقع من الآن إلى 2012، أن تصل نسبة نمو الانتشار في المملكة إلى 137 في المائة. وبنهاية عام 2006 كان هناك نحو 19.6 مليون هاتف متنقل وخلال الفترة من 2007 إلى 2012 يتوقع أن يصل هذا الرقم إلى ما يقارب 28 مليون هاتف متنقل.
ما السجل الذي تملكه شركة زين السعودية في تحقيق الأهداف التجارية؟
تملك شركة زين السعودية إمكانات واسعة لبناء شركة قوية وناجحة لتشغيل الهواتف المتنقلة في سوق السعودية. إذ تستثمر خبرات وإمكانيات مجموعة زين التي تقوم، حالياً، بتشغيل شركات الاتصالات المتنقلة في 22 دولة، وتزيد إيراداتها على أربعة مليارات دولار ويعمل لديها أكثر من 13500 موظف وتنتج ربحاً صافياً يزيد على مليار دولار. وتملك مجموعة زين سجلاً يمتد لأكثر من 20 عاماً في نشر وإدارة الشبكات في مختلف ظروف السوق، من الشبكات المتقدمة الأكثر تطوراً في الكويت والبحرين، إلى أكثر بيئات الأسواق تحدياً مثل العراق والسودان. وتملك المجموعة تاريخاً من الأداء المالي القوي والإداري الناجح والفني المتطور، ما يمكنها من تحقيق أهدافها وجلب المنافع لشركائها. وقد نمت العوائد المجمعة للمجموعة بنسبة 109 في المائة وازداد الربح الصافي بنسبة 65 في المائة في عام 2006 مقارنة بالعام السابق له. وستستفيد شركة زين السعودية من التعاون في التشغيل مع مجموعة شركات زين، إضافة إلى الدعم المالي والميزانية العمومية القوية لشركة الاتصالات المتنقلة، الشركة الأم لمجموعة زين. ويزيد الرأسمال السوقي لشركة الاتصالات المتنقلة، وهي شركة مساهمة كويتية، على 29 مليار دولار أمريكي كما هو في تاريخ 1 تموز (يوليو) 2007.
وتملك شركة زين السعودية فريقاً إدارياً يتمتع بالقوة والخبرة، ويسير وفق استراتيجية عمل مفصلة لإطلاق العلامة التجارية "زين" في السعودية، ويحظى بدعم عدد من المساهمين المحليين البارزين المؤسسين للشركة.
متى ستبدأ شركة زين السعودية تقديم خدماتها في المملكة؟
سنبدأ أعمالنا في النصف الأول من عام 2008 إن شاء الله. وسنعمل في السعودية تحت اسم "زين"، الهوية التجارية الموحدة التي سيتم تعميمها على شركات التشغيل الـ 22 في الشرق الأوسط وإفريقيا.
ما المنتجات والخدمات التي ستقدمونها؟
لم يحن الوقت المناسب للكشف، بشكل محدد ومفصل، عن منتجاتنا وخدماتنا المقترحة الخاصة بنقل الصوت والبيانات، لكن من المتوقع أن تركز شركة زين السعودية على تقديم منتجات مبتكرة وشاملة وخدمات عالية الجودة. وقد كانت مجموعة زين سباقة دائماً إلى تقديم المنتجات والخدمات لعملائها - فقد كنا من أوائل مشغلي الهواتف المتنقلة في المنطقة وأول مَن أطلق خدمات الرسائل متعددة الوسائط وأول من قدم خدمات البيانات عبر الهواتف المتنقلة وحلول المعلوماتية الترفيهية والبث المباشر للتلفزيون عبر الهواتف المتنقلة وإقامة الشراكات المصرفية، وأول من أقام شبكة الجيل الثالث بالتزامن مع شبكة EDGE في جميع أنحاء العالم، وأول من أطلق خدمات الجيل الثالث في الشرق الأوسط العربي، إن "زين" علامة تجارية عالمية المستوى تقدم خدمات مبتكرة عالمية المستوى تثري حياة عملائنا.
ما قطاعات العملاء التي تستهدفونها؟
تملك "زين" سجلاً من النجاح في تحقيق الانتشار في أسواق الاتصالات المتنقلة، سواء في الأسواق الجديدة أو عند الدخول كمشغل ثان أو ثالث، وقد أجرت المجموعة دراسة لقطاعات السوق وحددت القطاعات الرئيسية ومتطلباتها المختلفة. وباستخدام الأبحاث السوقية التي أجرتها جهات أخرى، استطعنا تحديد قطاعات رئيسية للسوق وقمنا بتشكيل استراتيجيات تسويقية للفوز بهذه القطاعات الرئيسية المستهدفة. وقد تم تصميم منتجات وعروض الهواتف المتنقلة خصيصاً لتلائم مجموعة شاملة من الاحتياجات الحالية والمستقبلية لكل من القطاعات المستهدفة في السوق.
ما أهمية التوسع الدولي لاستراتيجية المشغلين في الشرق الأوسط.. سواء في المنطقة أو خارجها؟
المشغلون في المنطقة لديهم أسواق مشبعة مع منافسة شرسة، والتطلع المتزايد من مالكي الأسهم لمزيد من النمو والأرباح أظهر الحاجة إلى إيجاد أسواق خارج أسواقهم الأم. وفرص السوق الكبيرة للمشغلين في أي منطقة مرتبطة بالنمو العالي للسكان في أسواق اختراقها محدود ونموها سريع، وهذا ما تحققه الأسواق ذات الاقتصاديات الصاعدة مثل أسواق إفريقيا وشرق آسيا.
ما رأيكم في المنافسة الموجودة في سوق الاتصالات النقالة؟
مع النمو المرتفع للناتج المحلي الإجمالي، كان دخول المشغل الثاني للاتصالات المتنقلة في عام 2005 إلى السوق السعودية عاملاً في زيادة حدة المنافسة، التي أدت بدورها إلى الزيادة المطردة في مستوى انتشار الهواتف المتنقلة خلال السنتين ونصف الأخيرتين من قبل المشغلين السابقين. ومع دخول "زين" كمشغل ثالث للاتصالات المتنقلة في المملكة، فمن المتوقع أن يشتد التنافس في هذا القطاع. وللسيطرة على حصة من السوق، يتوقع أن تركز شركة زين السعودية على تقديم منتجات مبتكرة وخدمات شاملة عالية الجودة.
ما أسباب تحول العلامة التجارية من mtc إلى "زين"؟
أي شركة لديها خطة للتوسع، بالاستحواذ أو الانتشار، والعمل في أسواق متعددة فإن إعادة صياغة العلامة التجارية أمر حتمي، لأن هذا التوسع، سينتهي في النهاية إلى عدة علامات تجارية. وتوحيد العلامة التجارية يقوي هوية الشركة ويحافظ على مستوى جودة الخدمات التي تقدمها في كل الأسواق التي تعمل بها.
وتاريخيا وتجاريا كانت إم تي سي تعمل تحت أسماء متعددة: فاست لينك في الأردن، سيلتل في إفريقيا، mtc أثير في العراق، mtc tuoch في لبنان، mtc فودا فون في البحرين، كل هذه الأسماء المتعددة تقدم الخدمة نفسها. وهذا التعدد في الأسماء التجارية مع تماثل الخدمات المقدمة كان لمرحلة معينة وهو لا يخدم أغراض الشركة ولا يفيد العملاء في حين أن وحدة الشعار والهوية تساعد عملاء الشركة على الوصول، بسهولة، إلى الخدمات التي نقدمها في كل الأسواق التي نعمل فيها والاستفادة من النظام الموحد للمجموعة. ونعود لنقول إن توسع mtc (زين حاليا) ووصولها إلى العالمية استوجب أن تكون لها علامة تجارية دولية موحدة يستطيع عملاؤها في جميع الدول التي تعمل فيها أن يتطلعوا ويتوقعوا منها نفس مستوى الخدمة والجودة، وهذا ما يحققه توحيد الهوية والعلامة التجارية.
لديكم تجربة جيدة في تطبيق شريحة واحدة تعمل في ست دول إفريقية . أود أن أعرف كيف نجحتم في هذه التجربة؟ والشق الآخر من السؤال: هل بالإمكان تطبيق هذه التجربة في السعودية خاصة أنها تحاط بست دول مجاورة تتوافر خدماتكم فيها؟
في الحقيقة تجربتنا في دول شرق إفريقيا كانت أول تجربة تقوم بها شركة اتصالات في العالم، وهي فريدة من نوعها، وقوبلت بالاستحسان من الجميع حتى في أوروبا، لأن هناك ضغوطا عالمية، لتخفيض تكلفة التجوال الدولي. وقد قامت شركة إيطالية، قبل أشهر محدودة، بتجربة في هذا الاتجاه بحيث يتمكن عملاؤها من استقبال المكالمات دون رسوم إضافية عندما يزورون دولة أخرى تعمل فيها. وهذه تمثل محاولات أقل طموحاً من تجربتنا والشيء الثاني، أن إفريقيا تمتاز بالتنقلات الكبيرة بين الحدود لسكانها، حيث يتنقلون بكثافة كبيرة. طبعاً بالنسبة للتنقل بين الحدود تأتي أوروبا في المرتبة الأولى، لأن دول أوروبا صغيرة ومتقاربة، فبعض الناس يقوم صباحاً في دولة ويعمل في دولة مجاورة ومن ثم يعود لبلده، كما هو مشاهد في تنقلات بعض سكان سويسرا وفرنسا. وبعد أوروبا تأتي آسيا من حيث كثافة التنقلات على الحدود ثم إفريقيا، ومن ثم تأتي منطقة الشرق الأوسط، وهي الأقل اتصالا عبر الحدود حتى من إفريقيا. وعندما اكتشفنا أن ذلك من مصلحة عملائنا، أنشأنا ما يسمى الشبكة الواحدة One Net، بحيث إن العميل ينتقل من دولة إلى أخرى وكأنه يستخدم الشبكة المحلية في بلده الأم. ونعمل الآن بجد على هذا المفهوم من أجل تطبيقه، ولكن هناك أمورا إجرائية لا بد أن تتم مع هيئة الاتصالات، وأمورا تشغيلية، لكننا نركز الآن على إطلاق الخدمة الرئيسية في السعودية، ويظل الموضوع الشبكة الموحدة قيد الدراسة ضمن خطط المستقبل.
هل هو قابل للتنفيذ بسهولة وهل يؤدي تطبيقها إلى خسائر مالية للشركة؟
قابل للتنفيذ إذا ذللت العقبات الأخرى وخصوصاً الإجرائية، أما الفنية فهي بسيطة. وأنا أقول هذا الكلام من باب التمحيص لأنه إلى الآن لا وجود لأي عائق لهذا المشروع، وهو تحت الدراسة بعد أولوية إطلاق الخدمة في السعودية. أما فيما يتعلق بموضوع الربح والخسارة فإنه إذا كانت هناك خسارة في جهة فإنها تعوض في جهة أخرى، فأنت تكسب عملاء أكثر وتحافظ عليهم، وفي النهاية الكفة متوازنة، والهدف تسويقي وخدمي في نفس الوقت. الحافز والدافع وراء هذه المبادرات هو وجود العميل فالواقع يقول: إن لم تهتم بعميلك سيتركك ويذهب لغيرك.
تنتشر زين في 22 دولة، إلى أين يذهب طموحكم أكثر من ذلك؟
نحن مستمرون في تطبيق الاستراتيجية التي رسمها الدكتور سعد البراك وهي 3×3×3 وماضون قدماً في ذلك، وسننتقل لأن نصبح شركة عالمية.
بعد السعودية ما أبرز الأسواق التي تخطط للدخول لها شركة اتصالات زين؟
تركيزنا على الأسواق الصاعدة، أو ما يسمى الاقتصاديات الناشئة.
معلوم أن لدى زين مخزونا كبيرا من الخبرة أين مكامن سرعة الانتشار لها؟
بالتأكيد نحن معتمدون، بعد الله سبحانه وتعالى، على ثقة العملاء في سمعة زين والتي تدعمها تجاربها في الدول التي عملت فيها، والدليل على ذلك نمو أرباح الشركة وعائداتها وعدد مشتركيها وقيمتها في السوق، كل هذا يأتي من إقبال العميل على هذه الشركة، في الاقتصاديات الحرة التي من حق العميل أن يختار الشركة التي يرغب في أن يتعامل معها. وأشير هنا إلى أننا نتعامل مع أكثر من 50 منافساً في الدول التي نعمل فيها، وعملاؤنا لهم الحق في اختيار غيرنا، وعندما اختارونا انعكس ذلك على أرقامنا وبالتالي هذا من أكبر المؤشرات التي تظهر خبرة زين في هذا المجال.
كم تبلغ القيمة السوقية اليوم لشركة زين؟
القيمة السوقية على حسب سعر السهم، ولكنها تقدر في حدود 30 مليار دولار.
شركة زين موجودة في 22 دولة، كشركة تملكها زين 100 في المائة أم ضمن تحالفات مع شركات أخرى؟
ملكيتنا في الدول التي نعمل فيها تسمح لنا بالتحكم الكامل في ضمان جودة خدماتنا. ونسبتنا في "زين السعودية" هي 25 في المائة مع حق الإدارة، وهذا منطقي وواقعي، لأن "زين" هي الشركة الوحيدة من بين الشركاء المالكين لزين السعودية التي لديها خبرة لإدارة هذه الشركة.
هل هناك خطة للتحول للعالمية دون التحالف مع شركات أخرى؟
في عالم الاقتصاد والتجارة لا يمكن أن تستثني أي عامل من العوامل وبالتالي من الصعوبة التكهن بشيء محدد، فهناك تحالفات حصلت لم يكن أحد يتصور أن تحدث في عالم التجارة، وهناك تحالفات أخرى توقع حصولها ولم تحصل، ولكن في هذا العالم وقطاع الاتصالات خصوصاً إما أن تنمو وإما أن يتم الاستحواذ عليك.
أعني بسؤالي هل هناك تحالفات مع بعض شركات الاتصالات؟
التحالفات إذا أدت في النهاية إلى إضافة قيمة جديدة لهذه الشركات طبعاً هنالك مردود إيجابي لها، وإن كانت غير مجدية فالتاريخ التجاري مليء بالتحالفات التي لم تنجح، مثل ما هو مليء بالتحالفات الناجحة.
هل تخطط الشركة للاستحواذ على بعض شركات الاتصالات في مناطق محددة؟
لست مخولا للتحدث في هذا الجانب، فهناك مسؤولون، على مستوى قيادة المجموعة، معنيون بالإجابة عن مثل هذا السؤال.
بين التطبيقات والصوت أين تكمن قوة العائدات المادية؟
الصوت دائماً يعتبر الأساس في عالم الاتصالات، وخدماته لا تقل بأي حال عن 80 في المائة وقد تصل إلى 95 في المائة عالمياً، وبالنسبة لأسواقنا توقعي الشخصي أنه من 85 و95 في المائة.
كم سنة تتوقع أن تستمر سيطرة الصوت؟
سيطرة الصوت بالنسبة للواردات هي في انخفاض لسببين الأول هو المنافسة، فعندما تزداد تقل الأسعار، وبالتالي تصبح مساهمة الصوت في الإيرادات الكلية أقل، والسبب الثاني هو توجه كثير من المستخدمين إلى التطبيقات المعلوماتية التي تمكنهم من الحصول على المعلومة دون استخدام الصوت مثل الحصول على أسعار الأسهم أو النغمات، أو الأخبار، إلى آخره، وكلما زادت حصة هذه التطبيقات لدى الناس زادت مساهمتها في إيرادات الشركات، ولكن تحدث مفارقات غريبة أحيانا، ففي دولة مثل الفلبين نسبة التطبيقات الأخرى تصل إلى 45 في المائة، لأن هناك اقتصاديات تستخدم الرسائل القصيرة بديلاً للمكالمات تفاديا لارتفاع تكلفتها، وليس السبب وجود تطبيقات متقدمة، بينما في اليابان نسبة عائدات التطبيقات الأخرى أيضاً عالية نحو 45 في المائة، ولكن ليس للسبب نفسه الذي في الفلبين بل السبب، في اليابان، هو أن هنالك تطبيقات ضخمة ومواقع عديدة توفر كل ما يخطر على البال من الألعاب إلى معلومات عن الطقس أو القطارات وغيرها، فالموضوع أكبر من كونه تطبيقا فنيا، فالأمر يتعلق بأسلوب حياة وإمكانيات سكان بعض الدول.
ما حصة التطبيقات الأخرى من الموارد في دراستكم؟
هذا ليس له علاقة بالشركة ولكن بالسوق نفسه، والشركة تستطيع أن تسرع من هذا الأمر عن طريق حث المستخدمين على استخدام التطبيقات الأخرى. ونعتبر تجاربنا في الأردن من أنجح التجارب في مجال زيادة مساهمة التطبيقات الأخرى في موارد الشركات إذ إنها أعلى نسبة في منطقة الشرق الأوسط.
ألا تخشون أن يؤثر عليكم أن تفتح "جوجل" اتصالات مجانية؟
هناك ما يسمى مزعجات التكنولوجيا مثل تقنية "سكايب" واستخدامها مع التقنيات اللاسلكية للاتصالات، ويأتي ذلك على شكل مكالمة أو عن طريق كمبيوتر إلى كمبيوتر آخر. ونشر أخيرا أن جزءا من استثمار سكايب سيشطب لعدم جدواه اقتصاديا فلا يوجد، إلى الآن، منافس قوي لتطبيقات الصوت للاتصالات المتنقلة لسببين: الأول أن الهاتف الثابت مرتبط بمكتبك أو بمنزلك، بينما الارتباط الوثيق بك شخصياً يوفره الهاتف المتنقل. ومن الأسباب، أيضا، أن ً عدد المستخدمين للهواتف المتنقلة في زيادة مطردة حتى فاق العدد ثلاثة مليارات، كل هذه الأمور تجعل المنافسة التي تمثلها تقنية صاعدة غير مؤثرة. وحتى تصل هذه التقنيات الجديدة إلى مرحلة الانتشار الكامل تحتاج إلى وقت واستثمارات ومخاطر تمر بها، ولم يكن هناك إنجاز في هذا المجال. فعلى سبيل المثال، وصل عدد المشتركين في "سكايب" إلى 200 مليون مشترك في العالم، العام الماضي وبلغت إيراداتها 168 مليون دولار، وهذا الرقم لا يرقى إلى إيرادات شركة اتصالات تعمل في دولة صغيرة عدد سكانها مليون نسمة، صحيح أن هناك تقنيات وتطبيقات ولها أثر ولكن ليس ذلك الأثر الذي يحسب له حساب.
أعود لسوق الاتصالات في السعودية، هل فرص النمو متوقفة على الهاتف المتنقل فقط، أم أن هناك خدمات أخرى؟
هنالك فرص أخرى، مثل اتصالات عريضة النطاق، للإنترنت فهذه لا تزال السعودية من أقل الدول اختراقاً فيها، حتى مقارنة بدول المنطقة، فمنذ عام لم تتجاوز 1 في المائة في المائة نسبة اختراق هذه الخدمات. والآن بدأت تنتشر في الهاتف الثابت أو الهاتف المتنقل ولكن هذه التطبيقات لا تزال محدودة.
كم تحتاج السعودية من هذه الخدمات؟
لقد غيرت الاتصالات عريضة النطاق مفهوم العمل وإجراءاته بحيث أصبح مكتبك الحقيقي هو كمبيوترك المتنقل الذي من خلاله تستطيع أن تدير عملك بصورة دقيقة وفاعلة وتتفاعل مع شركائك التجاريين من أي مكان وفي أي زمان. وهناك أنواع أخرى من الخدمات والاحتياجات التي منها الترفيه والبحوث. والحديث عن نسبة محددة عن احتياجات السوق أو نسبة اختراقها يحتاج إلى استقصاء دقيق، ولا تحضرني الآن نسبة محددة وإن كانت النسب في كثير من الدول المتقدمة معروفة ومنشورة.
يقول البعض إن الهاتف الثابت إلى زوال.. فما رأيكم؟
الهاتف الثابت لم يمت، ولكن النموذج التجاري للهاتف الثابت هو الذي يعاني ويحتاج إلى تطوير وإعادة نظر حتى يواكب التطورات المتلاحقة في عالم الاتصالات. الهاتف الثابت لم يعد الوسيلة الأساسية التي تستخدم لإيصال الصوت، الصوت يصل الآن عن طريق الهاتف المتنقل. فعلى سبيل المثال كم مرة استخدمت الهاتف الثابت وأنت في بيتك، أو في مكتبك؟ أنا متأكد أن الجواب سلبا في معظم الأحوال، لأن من يعرف رقم هاتفك المتنقل يتصل بك. البحوث تقول، مبدئياً، إن 85 في المائة من الاتصالات الصوتية داخل المنشآت، سواء البيت أو المكتب أو السوق، تأتي عن طريق الهاتف المتنقل، وهذا يعني أن النموذج التجاري لاستخدام الهاتف الثابت لإيصال الصوت هو نموذج مآله إلى الزوال، وبالتالي أصبح الهاتف الثابت يستخدم لإيصال خدمات النطاق العريض للاتصالات،وتطبيقات للإنترنت وغيرها، مثل خدمات DSL، لكن الميزة التي يتميز بها الهاتف المتنقل هو أنك تأخذه معك أينما كنت .
ماذا عن تقنية Wi Max؟
بالنسبة لتقنية الواي ماكس فهي تقنية تدخل الخدمة على عدة مراحل، الأولى تسمح لك باستخدامها في مكان واحد ولا تتحرك، إلا حركة بسيطة داخل المكتب وهذه المرحلة منافس قوي للهاتف الثابت، والمرحلة الثانية والتي لم تنتشر إلى الآن تسمح لك باستخدامه وأنت في السيارة مثل الهاتف المتنقل وهي رهن الترخيص الفني.
هل الممكن أن نستغني عن الأسلاك مستقبلاً؟
نعم من الممكن الاستغناء عنها الآن بالهاتف المتنقل، نحن كنا السباقين في تقديم هذه الخدمات منذ عام 2003م عن طريق الاتصال السريع بالإنترنت بالهاتف المتنقل في البحرين من خلال تطبيقات الجيل الثالث وتقنية EDGE.
كيف ترون تجربتكم في الجيل الثالث؟
التجربة ناجحة ولله الحمد، ويجب أن نعرف أن هناك تجارب في الجيل الثالث في العالم كله لم تلق النجاح الكبير، مثل الاتصال المرئي، لأن الصوت كان يفي باحتياجات كثير من الناس في ذلك الوقت، ورغم أن نجاح الجيل الثالث لم يأت سريعا في المراحل الأولى لإطلاق الخدمة في العالم بسبب عدم توافر الأجهرة أو لارتفاع قيمتها عند الكثيرين، إلا أنه مع توافر هذه الأجهزة ونزول أسعارها إلى متناول الكثيرين فإنه يشهد تحسنا في الإقبال عليه خاصة في مجال اتصالات البيانات. وانتشاره خاضع لحجم الطلب لأنه يستطيع تقديم تقنية فائقة الجودة إذا وجد المشغل سوقا تسمح له بالنمو. ولا بد أن نستحضر أن الاتصالات تجارة مبنية على العدد أي أنها تجارة جماهيرية يساعد حجم الطلب على نموها وتطورها سلبا وإيجابا.
أين تمكن قوة السوق السعودية؟
قوة السوق السعودية تأتي من دعوة إبراهيم عليه السلام: (رب إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات..). (الآية)، وفي هذا البلد خير كثير، ولكن من الناحية الاقتصادية، فالسعودية تعتبر أكبر اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط، وترتيبها على مستوى العالم رقم 21، وجاذبيتها للاستثمار كبيرة فهي تأتي قبل فرنسا في هذا المجال التي ترتيبها 30، بينما السعودية ترتيبها 23 وأفضل من الإمارات حسب آخر تقرير من البنك الدولي، بلد ناتجه القومي فوق 380 مليار دولار، وسكانه غالبيتهم من صغار السن حيث إن أكثر من 50 في المائة أقل من 20 سنة، وهناك مشاريع عملاقة تقام في السعودية من المدن الاقتصادية وربط أجزاء الوطن بالقطارات وتحسين النقل البري والجوي، والمشاريع التعليمية والصحية، ورافق ذلك انفتاح اقتصادي مع انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية وسياسة جلب الاستثمارات الأجنبية التي جاءت محصلة لتحسن البيئة الاستثمارية كما يعكسها الترتيب الأخير في تقرير البنك الدولي. كل ذلك يجعل هذا الاقتصاد من أكثرها جاذبية للاستثمار. إذا السوق السعودية سوق جيدة، ومع خبرة "زين" في تقديم خدمات الاتصالات العالمية، نتوقع أن تكون محصلة ذلك مثمرة لجميع الأطراف.
كم تتوقع أن تصل نسبتكم في السنوات الخمس المقبلة في السوق السعودية؟
بالطبع لن يكون في مقدوري أن أفصح عن خطط وتوقعات الشركة فيما يتعلق بنسبة السوق، ولكن معطيات النمو بالنسبة لعدد السكان ونسبة الاختراق المنخفضة تشير إلى توافر السعة المطلوبة لنجاح مقدم خدمات هاتف ثالث. بالطبع لن يكون حجم السوق بعد خمس سنوات هو نفسه الموجود اليوم، فكما أشرت ستنمو السوق نسبة 137 في المائة في السنوات الخمس المقبلة ومن سيحصل على الحصة الكبرى من هذا النمو ومن يتمكن من استقطاب عملاء من الشركات الأخرى العاملة، هو من سيحصل على أكبر حصة في السوق.
مَن يختار نطاق الأرقام؟
هذا شيء خاص بهيئة الاتصالات. وسيتم الإعلان عن نطاق الأرقام الخاص بشركة زين السعودية فور الحصول على الموافقة النهائية من الهيئة. وأود، بهذه المناسبة، الإشادة بهيئة الاتصالات السعودية لما تقوم به من عمل حرفي ومهني عال، فنحن نعمل مع 22 دولة وتجربتنا مع هيئة الاتصالات السعودية تضعها في مصاف أكثر هيئات الاتصالات حرفية وتناغماً مع احتياجات الصناعة ومتطلبات السوق.
هل تتوقع أو تخشى أن تكون هناك حرب أسعار بين الشركات الثلاث؟
نحن لن ندخل في حرب أسعار، وليست من سياستنا في كل الدول التي نعمل فيها أن ندخل في حرب أسعار، تركيزنا على القيمة التي يحصل عليها العميل مقابل ما يدفعه، يجب أن يحصل على أكبر قيمة في جودة الخدمة، وتنوع الخدمات وملائمة احتياجاته، وسر نجاحاتنا هو تلمس الاحتياجات بشكل دقيق للمستهلك.
ما أبعاد المسؤولية الاجتماعية في خطط الشركة؟
المسؤولية الاجتماعية جزء أساسي من الهيكل التنظيمي لشركة زين، ولدينا فريق كامل في المجموعة يقودهم شخص متمكن رئيسه المباشر هو نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي الدكتور سعد البراك. وقد كان أول قسم ينشأ في السعودية قسم المسؤولية الاجتماعية ويقوده زميل متمكن ذو خبرة في هذا المجال. ونحن أثناء تقديم العروض، ألزمنا أنفسنا بمشاريع اجتماعية بالنسبة للبلد قبل أن نفوز بالرخصة وهذا من الأشياء التي تميزنا عن الآخرين. وأبرمت الشركة اتفاقيات مع مؤسسات وجامعات ومراكز تدريب مهني وفني، ومؤسسات تقدم خدمات للمجتمع الهدف منها هو التعليم والعمل والمساهمة في القضاء على البطالة، ودعم النشاطات الخاصة بالشباب. ومما تفخر به "زين" إنشائها مركزا للتعليم عن بعد في البحرين أكبر المراكز في الشرق الأوسط بأكمله، فيه استوديوهات وتجهيزات وورش ساعدت في إنتاج وتأليف مواد علمية تنقل التعلم إلى خارج نطاق الجامعة بحيث يستفيد من هذا المركز الكثير من الطلاب عبر الإنترنت.
بالمناسبة كم ستكون نسبة توطين السعوديين في الوظائف؟
في البداية نحتاج إلى ما يقارب ألف موظف سعودي، وقد ألزمنا أنفسنا بسعودة بنحو 70 في المائة من إجمالي الوظائف عند بداية التشغيل قبل أن يلزمنا النظام أصلاً، وعلى مدى خمس سنوات سترتفع نسبة السعوديين لدينا إلى 95 في المائة، وهذا الالتزام ليس فقط في السعودية وإنما في كل الدول التي نعمل فيها. ففي البحرين، مثلاً، كان عدد البحرينيين 85 في المائة في بداية التشغيل.
أين تكمن نقاط الانتشار بالنسبة لكم في السعودية؟
الدراسات تشير إلى وجود 35 ألف منفذ بيع في السوق السعودية والعميل يستطيع أن يشتري خدمات الاتصالات، بشكل أو بآخر، من معظم هذه المنافذ.
ما مستقبل التلفاز على الهاتف المتحرك في المنطقة؟
في الوقت الحالي، عدد من المشغلين الإقليميين أطلقوا أو على وشك إطلاق خدمات التلفاز على الهاتف المتحرك من خلال خدمات الجيل الثالث المتاحة، واستخدام التلفاز على الهاتف المتحرك كان بشكل ضئيل في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بسب محدودية التطبيقات ولصغر حجم شاشات الهاتف المتحرك. ونجاح التلفاز على الهاتف المتحرك يعتمد أساسا على ثلاثة عوامل:
- محتويات جاذبة.
- التقنية المستخدمة لعرض المحتوى.
- التحويل إلى التلفاز من خلال أجهزة الهاتف المتحركة.
وكخيار آخر لما هو مستعمل حاليا هو، بث التلفاز على تقنية DVB-H بحيث يستطيع العميل أن يحصل على تجربة ذات جودة عالية. وقد ثبت أنها ناجحة في بعض الدول (إيطاليا) مع استخدام أجهزة هاتف قابلة لاستقبال البث، ولكن ذلك يتطلب استثمارات إضافية لتطوير بنية تحتية لتقنية بث جديد أو التحالف مع مشغلي الإعلام المرئي.